“يجب عليك أن تختار من سيتم انقاذ حياته ومن لن تتمكن من إنقاذه. هذه من أصعب المواقف التي يمكن أن يتعرض لها الطبيب.”
عبد الرزاق قدّور، المدير العام لمشفى المغارة في ريف حماة الشمالي
منذ عام 2011، شرع الناشطون بتصوير مقاطع فيديو توثّق انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. ضربات جويّة، هجمات بالأسلحة الكيماوية، ودمار بنى تحتيّة مدنية حيويّة.
بموجب القوانين الدولية للنزاع المسلح؛ تُعتبر مهاجمة المشافي أمرًا غير قانونيّ
جمع الأرشيف السوري وثائق لأكثر من 400 هجوم ضد المشافي
معظم هذه الحوادث تحملُ مؤشرات على تعمّدِ استهدافها
كما يرجّح أن أكثر من نصف الحالات قد ارتكبت من قبل القوات السورية أو الروسية.
نحو نصف المشافي التي تعرّضت للهجوم كان ينبغي أن تكون معروفةُ مسبقًا ﻷطراف النزاع - إما لأنها أُسّست قبل عام 2011، أو لأنها شاركت موقعها مع الأمم المتحدة أملًا بمنع هجماتٍ إضافيّة.
وقع العديد من الهجمات الموثقة على مناطق من المفترض أن تكون محمية، تُدعى مناطق خفض التصعيد
من بينها الهجمات على مشفىً في كفرزيتا شمال غرب سوريا.
كان المشفى متخصصًا بالعمليات الجراحية ورعاية الأمومة، وقدّم الخدمات الطبية لعدد كبيرمن سكان المناطق القريبة من حماة.
في محاولة لحماية المنشأة، نقلت الفرق الطبية عملها إلى باطن الأرض. رغم ذلك، استمرت الهجمات على المشفى، وكانت في معظمها ضرباتٍ مباشرة.
في ثلاث حوادث؛ تعرّض المشفى للهجوم في نفس توقيت وقوع هجماتٍ بالأسلحة الكيماوية على أماكن قريبةٍ من مشفى كفرزيتا.
By 2018 medical staff were operating out of a cave in a hillside.
This was done with the hope of remaining hidden from targeting.
لكن الهجمات لم تتوقف.
وجد الأرشيف السوري أن جميع الهجمات الإحدى عشرة على منشآت كفرزيتا الطبية قد ارتُكبت على الأرجح من قبل القوات السورية والروسية.
في نهاية المطاف، بعد سنوات من الهجمات؛ استعادت الحكومة السورية السيطرة على منطقة كفرزيتا.
في مارس 2021، أظهرت مقاطع فيديو من وسائل إعلام روسية تجوّل عساكر في المشفى المهجور. وقال الصحفي في مقطع الفيديو إن مشفى المغارة قدم خدمات طبية، بما في ذلك عمليات جراحية معقدة، لمسلّحين. وذكر أن الجنود الروس أغلقوا مداخل المغارة تجنّبًا لاستخدامها مجددًا.
بعد 9 هجماتٍ موثقة على مشفى كفرزيتا وهجومين على مشفى المغارة، خرجت المنشأة الطبية في كفرزيتا عن الخدمة، وربما إلى الأبد.
“كنت أتمنى لو أنني مت قبل أن ارى هذا المنظر. مشروع أشرفت على بناء كل قطعة صغيرة فيه. حفر أي جزء منه، الصعوبات التي واجهتها وكيف تجاوزتها. فيأتون وبلحظة يقومون باستخدام 7 طن من المتفجرات يقومون بتفجيره.”
“تشعر بأنك مستهدف.. حتى لو كان عملك إنساني بحت فأنت مستهدف.”
- عبد الرزاق قدّور، المدير العام لمشفى المغارة في ريف حماة الشمالي