استهداف الصحة

المنهجية

حول الأرشيف السوري

يهدف الأرشيف السوري لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان، المحققين، المحامين والمواطنين الصحفيين؛ في جهودهم الرامية لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، من خلال تطوير أدوات جديدة مفتوحة المصدر، إضافة إلى تقديم منهجية شفافة وقابلة للتكرار لجمع الوثائق البصرية من مناطق الصراع، حفظها، التحقق منها، وتحليلها.

الأرشيف السوري هو أحد مشاريع منظمة Mnemonic.

حول البيانات

من خلال هذا المشروع، يقدم الأرشيف السوري قاعدة بيانات لـ 410 هجمات موثّقة على منشآت طبية في سوريا من 1 أغسطس / آب 2011 إلى 25 فبراير / شباط 2020. تحتوي قاعدة البيانات هذه على 41 جيجا بايت من الوثائق.

تطلب هذا المشروع حفظ 1260 مقطع فيديو والتحقق منها، إضافة إلى إجراء تحقيقات معمقة ومفتوحة المصدر لكل حادثة من الحوادث الفريدة البالغ عددها 410.

تمت إتاحة قاعدة البيانات هذه دعمًا للعدالة والمساءلة في انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم الخطيرة الأخرى في سوريا.

عدد مقاطع الفيديو
مصادر البيانات
هجمات المنشآت الطبية

إن ضخامة المحتوى الذي يتم إنشاؤه والإزالة شبه المستمرة للمواد من القنوات العامة؛ يجعلان الأرشيف السوري في سباق مع الزمن لحفظ وثائق مهمةٍ مرتبطةٍ بجرائم مرتكَبة. ربما يُقدّم المحتوى الذي حُفظ وتم التحقق منه من قبل الأرشيف السوريّ الأدلة الوحيدة لتعزيز إفادات الشهود حول هجمات المنشآت الطبية، ولإدانة الجناة المحتملين.

بينما نسعى جاهدين للتنسيق مع المنصات التقنية الرئيسية لاستعادة الوثائق الهامة المرتبطة بحقوق الإنسان والمواد المرتبطة بالأدلة؛ قد تصادف روابط معطلة عند البحث في قاعدة البيانات هذه.

تجدر الإشارة إلى أن قاعدة البيانات هذه لا تمثل كفايةً حجم استهداف المنشآت الطبية أو إلحاق الأذى بها منذ عام 2011 في سوريا. لا يُدرج الأرشيف السوري في قواعد بياناته سوى الحوادث التي تم التعرف على الوثائق المرتبطة بها والتحقق منها بشكل مستقل.

علاوة على ذلك، بينما سعينا إلى أن نكون مفصّلين وشفافين في عرض البيانات؛ أخذنا بعين الاعتبار الحاجة إلى حماية الموثّقين والأوساط المتأثرة بهذه الهجمات. نتيجة لذلك، حُجبت بعض المحتويات التي اعتبرناها حساسة للغاية لدرجةٍ لا يمكن إدراجها في قاعدة البيانات العامة، بغرض حماية أمن مصادرنا ومجتمعاتهم.

تم التحقق من جميع الوثائق المضمنة في قاعدة البيانات هذه بشكل مستقل ومبنيّ وفقًا لمخطط بيانات وصفيّة موحّد وقابل للبحث. كما أُتيحت معلومات وصفية إضافية لدعم بحوث الصحفيين والمحامين ومراقبي حقوق الإنسان والمحققين ﻷغراض الإبلاغ والدعوة والمساءلة.

استُخدمت إحداثيات موقع جغرافي غير دقيقة ومقرّبة بشكل عشوائي ومُتعمّد لإنشاء أي خرائط أو عناصر مرئية ترتكز على الخرائط ضمن قاعدة البيانات والتقارير. قد تكون بعض المشافي المدرجة في قاعدة البيانات لا تزال قيد العمل، وبالتالي من المحتمل أن تتعرض لهجمات مستقبلًا.

حول البحث

يوفر الأرشيف السوري منصّة بيانات مُتحقّق منها، وقابلة للبحث والتصدير لهجمات موثّقة ضد منشآت طبيّة في سوريا على مدار 10 سنوات، لتكون بذلك قاعدة البيانات الأكثر شمولاً المتاحة للعموم حتى الآن.

استخدمنا في ذلك منهجيةً مبتكرة، تتضمن مجموعة متنوعة من مؤشرات الاستهداف غير المستخدمة سابقًا لتحديد التعمّد، في محاولة للكشف عن هجمات واسعة النطاق ومنهجية الأذى المتعمَّد وإظهار استراتيجيات مهاجمة المشافي لتحقيق مكاسب عسكرية.

من خلال إنشاء قاعدة بيانات قائمة على التوثيق، وإجراء تحقيق شامل مفتوح المصدر لكل حادثة محددة، وتنظيم المعلومات الناتجة، يمكننا تحصيل معلومات شاملة لا يمكن الحصول عليها من مقاطع فيديو أو شهادات فردية.

يمكننا بعد ذلك استخدام قاعدة البيانات المفصّلة والمنظّمة والقابلة للبحث لتحليل الأنماط والتوجهات.

تتمحور قاعدة البيانات بشكل أساسيّ حول الهجمات الموثقة ضد المنشآت الطبية، والتي تم التحقق منها من خلال الفحص الدقيق للمصادر المفتوحة، والوثائق البصرية المحفوظة لدى الأرشيف السوري.

دليل الوسم

إلى جانب عملية التحقق، استقصى باحثو الأرشيف السوري عن كل حادثة (تتكون من هجوم مزعوم) لإكمال عملية “الوسم”. أثناء الوسم، تم تقييم كل حادثة، ووثائق الفيديو المرتبطة بها، وغيرها من المعلومات مفتوحة المصدر لتحديد خصائص معيّنة ذات أهمية قانونية أو ذات أهميّة سياقيّة.

أمثلة على المعلومات الموسومة: ما إذا كانت هناك ضربة جوية مزدوجة، وما إذا كانت المنشأة الطبية موجودة في منطقة نائية، وما إذا كان المنشآة قد أُسّست قبل بدء النزاع في عام 2011.

للمزيد حول التعاريف المفصّلة لقاعدة البيانات ومنهجية البحث، يمكنكم الاطلاع على دليل الوسم.

تقييم المعلومات

يتم وسم المعلومة لحادثة ما إذا كانت المعلومات المتاحة تفي بمعيار المعلومات: “أسباب معقولة للاعتقاد” المُختار من قبلنا. بمعنى آخر، يتم تعيين الوسم فقط عندما تُقنع المعلومات المتاحةُ الباحث بأن هنالك أسباباً معقولة لاعتقاده بأن الوسم دقيق أو مُنطبق على الحالة قيد البحث.

ستلاحظ عند مراجعة البيانات و دليل الوسم أن وسم “غير معروف” كان الوسم الافتراضي السائد والمعتمد، من بين خيارات “صحيح” و “خطأ” و “غير معروف” التي تحدّد ما إذا كانت الحادثة تعكس وسمًا /خاصية معينة. كما يمكن لوسم “غير معروف” أن يعني “غير مؤكّد” أو “يتعذّر تحديده”، تبعًا لتفاصيل الحادثة قيد البحث والمعلومات المتاحة: حيث تُسند هذه القيمة للوسم عندما يتعذّر على فريق البحث العثور على معلومات كافية وداعمة، أو حينما تكون المعلومات المتاحة غير موثوقة كفايةً.

لهذا السبب، ستلاحظ أيضًا أن بعض الإحصائيات المذكورة في نتائج البحث مرفقة بعبارة “على الأقل”. في هذه الحالات، بينما يمكننا تأكيد الحد الأدنى لعدد مرات حدوث الوسم أو الخاصية قيد المناقشة ―على سبيل المثال ، “نُفّذ ما لا يقل عن 227 هجومًا موثقًا ضد منشآت طبية بضربة جوية” ― إلا أنّ العدد قابل للازدياد مع مزيد من المعلومات، لأن ما كان “غير معروف” بالنسبة لنا قد يصبح معلومًا.

تحديد الجناة

تم إيلاء عناية وحذر لعملية البحث والوسم المرتبطة بالادعاءات حول الجناة. أكد الباحثون الادعاءات المرتبطة بالجناة من خلال خصائص واضحة ومميزة في كل هجوم، مثل نوع الذخيرة أو أسلوب تنفيذ الهجوم، إلى جانب مؤشرات أخرى مثل الطيران وتحركات القوات وموقع الهجوم ومجموعات الهجمات الاستراتيجية.

فمثلًا؛ يحمل توجيه الضربات جوًا آثارًا قوية تجاه المسؤول عن الهجوم نظرًا لأن القدرة على القصف الجويّ تنحصر لدى أطراف معينة في النزاع .

تعتبر القوات المسلحة التابعة للدولة الوحيدة القادرة على شن ضربات جويّة يقودها طيّار. وهو ما تؤكده بيانات رصد الطيران والتي تشير إلى أن الحكومة السورية والقوات الروسية مسؤولة عن الغالبية العظمى من الضربات الجوية المنفّذة في سوريا. قيّم الأرشيف السوري المعلومات المتاحة عن الجناة المزعومين لجميع الهجمات الموثّقة بالاعتماد على معيار المعلومات المنصوص عليه في منهجية البحث لدينا.

لم تكن المعلومات المتاحة مطابقة لهذا المعيار في 127 هجومًا في قاعدة البيانات هذه، لذا تم تصنيفها بوسم “الجاني غير معروف”. إذا لم يتمكن الباحثون تحديد الادعاء الأكثر ثقة من بين العديد من الادعاءات ذات المصداقية حول الجناة، توسم الحادثة بـ “الجاني محل نزاع”.

تواصل فريق الأرشيف السوري مع مصادر وباحثين إضافيين موثوق بهم لمزيد من التحليل في النتائج. في حال وجود ادّعاءات بقصف جويّ؛ قارن الأرشيف السوري المعلومات من مصادر مفتوحة مع بيانات مراقبة الطيران من منظمة مراقبة، ، والتي توثّق رصد طائرات حربية من قبل شركاء مراقبين في جميع أنحاء سوريا. يجمع هؤلاء المراقبون بيانات حول الطائرات، مثل نوع الطائرة واتجاه تحليقها. على الرغم من احتمال وقوع أخطاء في تحديد هويّة الطائرات في بيانات الرحلات الجوية؛ إلا أن معلومات إضافية كإفادات الشهود ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تعزّز طراز الطائرة المحدّدة ومسارها.

مصادر إضافية

أما فيما يتعلق بتحليل النتائجالمرتبطة بأعداد المدنيين، فقد جمع الأرشيف السوري معلوماتٍ من عدد من المصادر المتنوعة؛ نظرًا لصعوبات إحصاء السكان في سوريا. كان المصدر الأساسي لبيانات النزوح تقارير وتقديرات الأمم المتحدة، فضلاً عن البيانات التي حُصل عليها من منسقي استجابة سوريا. للحصول على المزيد من بيانات السكان والنازحين؛ تم تحليل صفحات وحدة تنسيق الدعم، ومكتب توثيق الشهداء في درعا، والمجالس المحلية، ومجالس الأحياء إضافة لبعض المواقع الإلكترونية.

كما استُخدمت مصادر عامة مثل تقارير وسائل الإعلام وتقارير الأمم المتحدة لتحديد تخصّصات المنشآت الطبية. إضافة إلى ذلك؛ راجعنا بيانات رسميّة منشورة للعموم من مصادر مثل منظمة أطباء بلا حدود ومنظمة العفو الدولية وغيرهما للتأكد ما إذا كانت المشافي قد خرجت من الخدمة.

تقييم الثقة

عُيّنت قيمة ثقة إجمالية لكل حادثة بمفردها في قاعدة البيانات. أُنشئ نظام التقييم لتزويد مستخدمي قاعدة البيانات بتقييمٍ لكامل المعلومات مفتوحة المصدر التي عُثر عليها لكل حادثة. يتم تعيين قيم الثقة بناء على متانة وجودة المعلومات المتاحة لكل حادثة ضمن قاعدة البيانات؛ قياسًا على حوادث أخرى تم توثيقها بصرياً وأرشفتها وتضمينها في قاعدة البيانات الموضوعيّة هذه.

تُعيّن قيمة الثقة على الشكل التالي:

0: عند تحديد أي ادّعاءات أو وثائق حول هذه الحادثة على أنها بلاغ كاذب، أو عند التأكد بطريقة ما أن الحادثة لم تقع.

1: عند محدوديّة الوثائق البصريّة المرتبطة الحادثة، ومحدوديّة المعلومات المؤيّدة المتاحة (إن وجدت). عموماً، عندما تكون المعلومات المتاحة محدودة بعدد ضئيل من مقاطع الفيديو ذات ادعاءات متعلقة بالحادثة؛ دون وجود أدوات واضحة للتحقق أو العثور على مواد إضافية.

2: بالرغم من محدوديّة التوثيق البصري، تم تأكيد وقوع هذه الحادثة إمّا عن طريق موثوقيّة مصدر التوثيق أو منظمة المجتمع المدني المرتبطة، أو عن طريق العثور على معلومات مؤيدة ذات مصداقية عالية، كصور أقمار صناعية واضحة للإطار الزمني المقابل، أو بلاغ من مصدر معروف وموثوق.

3: تم التثبّت من هذه الحادثة وتوثيقها عن طريق عدّة محتويات بصريّة (مقاطع فيديو فردية مترابطة) من عدّة مصادر. يمكن العثور على معلومات مؤيدة ذات مصداقية عالية من عدّة مصادر.

الأخطاء، التصحيحات، والملاحظات

يركز فريق الأرشيف السوري بشدة على أهمية الشفافية والدقة عند بناء قاعدة بيانات وإعداد تقارير. إلا أن المعلومات المتاحة للعموم حول حوادث معيّنة قد تكون محدودة في بعض الأحيان. لذلك، يتم تحديث قواعد البيانات بشكل مستمر، وهي تمثّل فهمنا الحاليّ الأفضل للحوادث المزعومة. إذا كان لديكم معلومات جديدة حول أحداث معينة؛ في حال العثور على خطأ في عملنا - أو إذا كان لديكم استفسارات حول الطريقة التي تم فيها تقديم بياناتنا - يرجى التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني التالي : info [at] syrianarchive.org.

شكر وتقدير

لم يكن بناء هذه المجموعة ممكنًا لولا النشطاء والصحفيون وغيرهم ممن وثقوا وما زالوا يوثقون الجرائم الجسيمة وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا. ما يجعل عملنا ممكنًا هو إيمانهم بالمساءلة والعدالة للأذى المروّع الذي يشهدونه.

خالص تقديرنا لمنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان على عملهم المهم على مر السنين تحديد الهجمات غير القانونية على مراكز الرعاية الصحية في سوريا. كما نتوجه بالشكر إلى الجمعية الطبية السورية الأمريكية، وبيلينغكات ، وفريق التحقيقات المرئية في نيويورك تايمز ، و SiegeWatch ، و Security Force Monitor ، ومعهد السياسة العامة العالمية GPPI.

نحن ممتنون للدعم الذي قدمه آرون كيرني وأنيتا غودس وإيفون ماكديرموت ريس خلال عملية المراجعة. شكر خاص لمتدربي الأرشيف السوري لدينا ―بنيامين فيلدمان ونيك رينشيلد وسابرينا سليبشينكو والطلاب المساهمين لدينا. كما ساعد طلاب من مختبر تحقيقات حقوق الإنسان في جامعة كاليفورنيا في بيركلي في التحقق من الحوادث ووسمها، من بينهم: هانا هارت ، وإبراهيم خان ، و أ.ج شومان. إضافة إلى ذلك، ساعد طلاب من فريق التحقق الرقمي التابع لمنظمة العفو الدولية في التحقق من الحوادث.

فريق الأرشيف السوري

الجلود أوليفيا سوليس جاك وولف جيف دويتش حنين .ك سام رزّوق سلمى عامر طريف .م كارولين ثومبسون ليبي مكافوي مايكل السندي مصطفى أبو شمس م.ع. أرتينو هادي الخطيب هشام المعضماني